Publisher's Synopsis
في هذا الكتاب أستعرض فيه بداية حياتي وكيف تربيت على فهم المواطنة وحب الوطن وعزز ذلك إنضمامي لإتحاد الطلبة العراقي ثم للحزب الشيوعي، إلى أن إقتنعت بتقديم إستقالتي من الحزب عام ١٩٦١، وقررت خدمة بلدي ومواطنيه عن طريق ممارسة الطب. وبعد إنقلاب ٨ شباط المشؤوم أُعتبِر كل من لم يوالِ الإنقلاب، إما شيوعيا أو ديمقراطيا، وهولاء لا يستحقون الحياة. وهكذا إعتبروني شخصا معاديا، ولهذا تعرضت للإضطهاد والملاحقة منذ ٨ شباط، فتم إعتقالي وتعذيبي في سجن رقم واحد، ثم كنت مع الذين رحلوا في قطار الموت إلى مدينة السماوة، ومنها الى سجن نقرة السلمان، والتي هي محور كتابي هذا. الرحلة التي لا يمكن تصديقها ولا حتى وصفها إلا ممن عاشها فعلا دقيقة بدقيقة لساعات طويلة، مبينا المعاناة، والتي إستمرت بعد نقلي إلى سجن الحلة وحتى بعد إطلاق سراحي وإلتحاقي بالعمل في وزارة الصحة. بعد سلسلة من المضايقات والضغوط النفسية التي أدت إلى مرضي، سافرت للمعالجة والتخصص، والعودة للعيش بشكل أفضل، ولكن عودتي لم تغير نظرة المتعصبين البعثيين إلي ما دمت لم أرتبط بالبعث، على عكس ما كان القائمين على السلطة مثمنين لإنجازاتي العلمية. إستمرت معاناتي في كلية طب بغداد إلى أن أضطررت مكرها للسفر والإغتراب بسبب إصابتي ببقعة سوداء في مركز &