Publisher's Synopsis
قراءة الدكتور/ غازي فيصل حسين - العراق تبدو قضية الحب في (ديوان تيه) للشاعرة صونيا عامر، واحدة من الموضوعات الانفعالية الحسية، التي تتدفق ومضات، تتبلور في بنية ملحمية لمجموعة من القصائد ولتأخذ صوراً تشكيلية لغوية في النص الشعري، ما يتطلب تحليلاً في الأطر المعرفية والثقافية للشاعرة ورؤيتها للحب، عبر الإبحار في قصائد الديوان مما يكشف للناقد المضمون الحسي العميق في اللغة الشعرية ومضامينها الفلسفية الجمالية والحسية ويحدد الموقف من صيرورة الحب في حياتنا الإنسانية. قصائد الحب في (ديوان تيه) تتحول لتعكس المشاعر والأحاسيس التي تجسد حاجة الإنسان وطاقته الخلاقة، بين الفرح والألم، اللذة والتعاسة، النجاح والفشل، الصدق والخداع، حيث يتجسد النزوع الإنساني في فانتازيا وطوباوية الحب في صور شعرية خيالية لنكتشف أن الواقع ليس أكثر من صور مخادعة، تتحول رمزية الحب العذري وجمالية المشاعر الى مجرد غرائز تقوض البنية الجمالية لفلسفة الحب، ليبدو الحب الضحية الأولى للحب.وتطرح لنا الشاعرة هذه الازدواجية في الحب بين المثالية والواقعية، تراجيديا العلاقة بين الإنسان والإنسان في قصيدة (طريق)، حيث هجر الحبيب حبيبته، التي شعرت بالضياع واليأس وفقدت القدرة في تلمس معالم الطريق ومع أن الشعور باليأس والرعب من الوحوش والعتمة دفع (أفروديت) نحو طرق مغلقة ويأس مطلق في استعادة الحبيب والحب مرة أخرى، لكنها استمرت في البحث عن الأمل والحلم بإيجاد الطريق نحو الحبيب المفقود. لكن (أفروديت) لم تجد الحبيب، وبقيت تعيش مع الذكرى في قصيدة (حائط المبكى) تستذكر فيه الأشياء والرموز التي تجسد وتعيد الى الواقع جوانب من الحب الخالد الأبدي الذي مازال يسكن الروح والنفس والجسد. لقد فشلت جميع المحاولات لاستعادة الحبيب الهارب، وداعبت (أفروديت) الأسماك في البحيرة وهي تبحث عن الحلم المفقود الذي لم تجده، مما دفع الشاعرة صونيا عامر للتمرد والغضب على آله الحب المزيف،عبر قصيدة (عيون حائرة) لتثأر لإنسانيتها وأنوثتها المجرو